تعتبر نسخة معايير الرخصة المهنية الحالية هي النسخة الرابعة التي قامت بإعدادها وزارة التربية والتعليم، وقد قامت هيئة تقويم التدريب والتعليم بتطوير هذه المعايير وفقًا للأبحاث العلمية والممارسات الدولية والمحلية في المجالات المهنية، كما استندت الهيئة عند وضع هذه المعايير إلى الممارسات الصفية التي أثبتت فعالية كبيرة في تطوير وتحسين نواتج التعلم.
تحدد هذه المعايير المسئوليات والمعارف والقيم التي من الضروري أن يتمثل بها المعلم ويتقنها تمام الإتقان، كما أنها تعتبر المنطلق الأساسي لأي شخص يرغب في امتهان مهنة التدريس بكفاءة ومقدرة عالية.
فما هي هذه المعايير وما فائدتها وأهم المسارات المهنية ؟ هذا ما سوف نتطرق إليه بشيء من التفصيل في هذه المقالة.
إطلع الان على احدث الدورات في الرخصة المهنية من خلال زيارة “الرخصة المهنية”
تهدف المعايير المهنية في المملكة العربية السعودية إلى عدد من الأمور التي تساعد في تعزيز دور المعلمين ورفع مستواهم ومتابعة تقدمهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم المطلوب لهم لمتابعة تقدمهم الوظيفي والمهني، فهي تهدف إلى:
تركز الرخصة المهنية على عدد من القيم والمعايير التي تساعد في بناء معلم متمكن قادر على ممارسة مهنة التعليم بالطريقة الصحيحة وتتمثل هذه المعايير في :
تم تحديث معايير الرخصة المهنية التربوي للمعلمين والمعلمات كي تكون مواكبة للتطورات السريعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل رؤية 2030، وكي تستطيع استيعاب المفاهيم التربوية الحديثة في مجالات التعلم، وجميع متطلبات تمكين المعلمين من تحقيق المستويات العليا في المناهج الوطنية، وتلبية احتياجات ومتطلبات اللائحة الوظيفية الجديدة وما تتضمنه من رتب تعليمية مختلفة.
وتتمثل أهم هذه الجوانب في:-
تشمل المسارات والمعايير المهنية للمعلمين والمعلمات في المملكة العربية السعودية ثلاثة رتب أساسية وهي:
ويلتزم المعلم الممارس بتطوير اتجاهاته ومهاراته تحت إشراف المعلمين الخبراء.
يعمل على تأسيس العلاقات المهنية بين الزملاء، ونشر الأساليب التعليمية الحديثة لدعم زملائه من المعلمين، بالإضافة إلى تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو التدريس، والإلتزام بتقييم المهارات والاتجاهات وتطويرها بشكل ذاتي.
يعمل المعلم الخبير على قيادة المبادرات التطويرية على مستوى المجتمع المحلي والبيئة المدرسية، من أجل تحسين البرامج التعليمية، وهو عبارة عن شخص محفز وداعم لزملائه من أجل قيادتهم نحو الإبداع.
تتكون المعايير التربوية للمعلمين والمعلمات في المملكة من ثلاثة مجالات أساسية يعتمد كل مجال منها على الآخر وهذه المكونات هي:
يضم كل مجال من مجالات المعايير المهنية مجموعة من المعايير العامة والتي ينبثق منها عدد من المعايير الفرعية التي تقدم وصفًا تصاعديًا في المعرفة، واتساع نطاق مسؤوليات المعلمين ودائرة تأثيرهم على الطلاب في حياتهم المهنية، حتى تتمكن هذه المعايير من تغطية المسارات الثلاثة للأداء المهني، ويكون لكل رتبة من رتب المعلمين دورًا فعالًا في هذه تحقيق هذه المعايير.
يركز المجال الأول على أهم مسئوليات المعلمين والمعلمات المهنية سواء في الفصول أو خارجها، ويشمل هذا أهم القيم الأخلاقية والتشجيع على الالتزام الجيد بها، واحترام التنوع الثقافي مع الحفاظ على تعزيز الهوية الوطنية.
يحرص هذا المجال من معايير الرخصة المهنية على تكوين علاقات قوية وإيجابية بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور وكذلك المجتمعين المحلي والمهني، وإشراكهم في تخطيط العملية التعليمية.
يكون المعلم في هذا المعيار مثالًا قويًا يحتذى به من قبل الطلاب في الامتثال للقيم الوسطية للدين الإسلامي والالتزام بها، واحترام الثقافات الأخرى وتعزيز الروح الوطنية، بالإضافة إلى اطلاعهم على اللوائح العامة ومواثيق أخلاقيات المهنة والالتزام بها.
يضع المعلمون في هذا المعيار أهدافًا واضحة وصريحة من أجل تطوير الأداء المهني المستمر تبعًا لاحتياجاتهم من أجل تحقيق المعايير المهنية للمعلمين ووضع الخطط المناسبة لذلك وتطبيق هذه المعايير من أجل تحسين الأداء العام للعملية التعليمية.
من خلال هذا المعيار يبني المعلمون علاقات فعالة مع أولياء الأمور ويتفاعلون مع الزملاء في المجتمعات المهنية للتعلم والمجتمع المحلي، وإشراكهم في المسؤولية التربوية والتعليمية.
يركز هذا المجال على المعارف التي يحتاجها المعلم من أجل توفير فرص تعليمية جديدة وذات جودة عالية للطلاب، كما يتضمن هذا الإلمام بالمهارات الكمية والوصفية واللغوية ومعرفة الطلاب وكيفية إيصال المعلومات إليهم، بالإضافة إلى ومعرفة المناهج والطرق العامة لتدريسها، وكذلك التمكن القوي من مجال التخصص ومستجداته وأهم طرق تدريسه.
من الضروري إلمام المعلمين بأهم مهارات اللغة العربية ومعرفة العمليات الحسابية وبنية الأعداد وأساليب القياس ومفاهيمه، بالإضافة إلى جمع وتحليل البيانات وتفسير نتائجها وتأثيرها في العملية التعليمية.
يفهم المعلم في هذا المعيار من معايير الرخصة المهنية الفرعية، خصائص نمو الطلاب وتأثيرها على العملية التعليمية، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، كما يوفر المعلمون الفرص التعليمية المختلفة التي تلبي احتياجات الطلاب باختلافات الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية، كما أنهم يدعمون النمو المتكامل للطلاب بما في ذلك الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يختلفون عن غيرهم من الطلاب في الخصائص الجسدية والعقلية.
يكون المعلمين على دراية كاملة بمحتو التخصص الذي يقومون بتدريسه، ويطلعون باستمرار على تحديثاته، وطرق تدريسه.
يفرض هذا المعيار على المعلم معرفة المداخل العامة للتدريس وكيفية توظيف الطرق الجديدة والتقنيات الحديثة في العملية التعليمية، من أجل تعزيز تفاعل الطلاب.
يركز هذا المجال على أفضل الممارسات الفعالة والخيارات التي من الضروري أن يتيحها من أجل تيسير العملية التعليمية على الطلاب، من خلال التخطيط للوحدات الدراسة وتهيئة البيئات التفاعلية والداعمة للمتعلمين المليئة بالثقة والاحترام.
كما تحفز هذه البيئات الطلاب على التحدي والتفكير الإبداعي في ظل توقعات أداء عالية من الطلاب، وكيفية استخدام الأساليب الفعالة في تقويمهم.
يخطط المعلمون العملية التعليمية تبعًا لـ معايير الرخصة المهنية والمعايير المنهجية التي تتناسب مع خصائص الطلاب، ويقوم المعلمون ببناء خطة تعليمية واضحة تتضمن الأنشطة التي من شأنها تحقيق أهداف التعلم ومراعاة خصائص الطلاب وتنمية أفكارهم، بالإضافة إلى توفير بيئة إيجابية تعزز من الأولويات والقيم والمهارات المشتركة في المناهج.
في هذا المعيار يقوم المعلمون بوضع مجموعة من التوقعات العالية للطلاب من أجل تحفيزهم للوصول إلى إلى أقصى قدراتهم وتطبيق المفاهيم الاستراتيجية الواضحة لإدارة السلوك الإيجابي للطلاب، واستثمار وقت التعلم بأفضل طريقة.
في المعيار العاشر والأخير من معايير الرخصة المهنية عام 2021 يخطط المعلم من أجل التقويم ويعمل على تكييف الأدوات المناسبة والمرتبطة بمعايير المناهج الدراسية، واستخدامها لتقويم عملية التعلم، بالإضافة إلى توثيق نتائج التقويم من أجل رصد النمو الدراسي للطلاب، وتنمية مهاراتهم.
في النهاية نرجو أن نكون قد استطعنا توضيح المعايير المهنية العامة والفرعية من أجل تثقيف المعلمين والمعلمات قبل التقدم من أجل الحصول على الرخصة المهنية.